حكاية عين " لالّة واولّوت "
منتدى العلم :: الفئة الأولى :: الحكايات
صفحة 1 من اصل 1
حكاية عين " لالّة واولّوت "
عين " لآلة واولوت " منبع مائي تفجّر في زمن بعيد وبعيد جدا ، فكوّن بركة بطول يزيد عن ثلاثين مترا ، وعرض يفوق الخمسة عشر ، علما أن هذه المقاييس تتغير تبعا للفصول وسعة المياه الجوفية . لقد شق هذا المنبع لنفسه مجرى مائيا يصبّ بوادي "شراعـة " بعد أن تستفيد منه بساتين عدة على الضفتين . وتبعد هذه العين عن مدينة بركان بثلاث كيلومترات تقريبا . وللتحدث عن عين "واولوت " فلا محيد من الرجوع إلى الذاكرة التاريخية والحكاية الشفهية في المقام الأول ، ومحاولة استجلاء عناصر لوحة تشكيلية بأغلب معطياتها الإبداعية التي تمزج بين الواقع والخيال ، وضمن المخزون التراثي الذي أصبحت تتلاشى بعض مكوناته من ذاكرة الأجيال ، وما تبقى يختلط بفعل الزمن والتطور الاجتماعي والثقافي .
" الاسم والأسطورة "
"واولوت" اسم لعين مائية ارتبط اسمها بحكاية شعبية تناقلها الأجداد والأحفاد بنوع من التنويع والتفريع الإبداعي التخيلي . ومفادها أن عجوزا اسمها واولوت كانت تسكن خيمة وسط حي على نفس أرض هذه العين قبل أن يتفجر ماؤها . تملك عنزة تقتات من لبنها ، ولــها (مجرية – مجر ) أي كلبة لها جراء . تقدم بها السن وضعف بصرها . وذات يوم وقبل غروب شمسه ، قدم إلى الحي شيخ ذو لحية بيضاء ، على وجهه وقار رجل تقي ، بيده عصا تساعده في رحلته . تقدم إلى خيمة العجوز وطلب ضيافة الله . رحبت به وأنزلته ضيفا عندها الليلة كلها . طبخت طعاما من نصيب ما تملكه من شعير، سقته بلبن العنزة ، وزينته بلحمها . أكل الشيخ حتى شبع ، وأمر المرأة بالاقتراب منه ، مرّر يده على عينيها فاستردّت بصرها في الحين . طلب منها إحضار جلد الماعز ، مسح يده عليه فأعادها للحياة كما كانت . وفعل نفس الشيء مع خيش الدقيق فامتلأ ، وأوصاها أن تخبر سكان الحي بالرحيل في الغد باكرا ، وضرب أوتاد الخيام في المكان الذي ستنقل إليه الكلبة مجرها . قضت العجوز الليلة في فرح وحيرة متسائلة عن أمر الشيخ . وفي الغد ، غادر الرجل / البركة الخيمة بعد أن وعدها خيرا إذا ما عملت بوصيته . أعلمت المرأة أهل الحي فصدقها الكثير منهم ، وراقبوا كلبتها حتى رأوها تنقل جراها واحدا واحدا بعيدا ، وتضعهم تحت سدر . لم يخامر الشك إلا القليل منـــهم ، فهرعوا إلى نقل خيامهم تباعا إلى أن خلا الربع . وفي نفس اليوم أمطرت السماء سيلا تفجر معه نبع ، وسمّوه منذ ذلك الزمان عين لآلة واولوت .
تناقلت الألسنة قصة العجوز والشيخ فقالوا أن الشيخ هو سيدي عبد القادر الجيلالي جاء من بغداد ، فلما مر بالمكان ورأى ما أصاب الناس من ضيق في العيش بفعل الجفـاف ، لم يتأخر في إكرامهم بنبع دافق فتح عليهم أبواب الرزق بامتهان الزراعة . واعترافا بصنيع الشـــــــيــخ / البركة ، بنى أهل الحي له مقاما يُزار ، سموه مقام سيدي عبد القادر الجيلالي، تنظم فيه وحوله الولائم . ومع الأيام ، اعتاد الناس زيارة المقام والعــين /البركة، يغتسل بمائها قبل شروق الشمس كل من به غبن ما ، عقرا كان أو مرضا أو عنوسة أو حاجة من حوائج الدنيا . ولا تقضى حاجة الطالب - اعتقادا - إلا إذا ذبح دجاجة ، أو رمى رغيفا أو عجينا وسط ماء العين مناديا عن شيء اسمه "مسعود" ، ويعتقد الكثير أنه سمك من نوع خــاص ، يسمع طلب الداعي فيلبي رغبته ، وهو من بركة الشيخ .
هي ذي الحكاية الشعبية التي ارتبطت بعين واولوت ، يرويها كل راو حسب قدراته ، إما بالزيادة أو النقصان لطبيعة الحكي الشفهي . وللتذكير، فإن عين واولوت عرفت في الخمسينات والستينات خصوبة قوية في الأسماك ، فكانت محـجا لكل ولوع بالصيد . ومن الأحداث التي تؤكد ذلك ما ترسخ في أذهان كثير من أبناء المنطقة ، ذلك أنه في سنة 1958-1959 ، وقبل استقلال الجزائر الشقيقة ، كان جيش التحرير الجزائري يتّخذ ضيعة بلحاج ( FERME) الواقعة على مرتفع قريب من العين ثكنة له ، ففكر في استغلال ما بها من أسماك . استعمل متفجرات في العمق ، فطفا السمك على السطح ، وأكل الناس الأسماك لعدة أيام ، وعمّ الاستياء لدى الكثير منهم بسبب هذا الفعل الذي رأوا فيه مسّا بقدسية المكــان . انتشر الخبر وسط القبائل ، فتوافد الناس لمعاينة الأمر، خاصة أن العديد منهم كان يعتقد أن ( الـمـينا ) (المتفجرات ) قتلت " مسعود " . قيل ما قيل ، ومع الأيام تناسوا الحدث ، وأصبح لا يذكر إلا نادرا .
المصدر: منتديات فراشة حواء - للبنات للنساء للفتيات بنوتات - من قسم: قصص بنات - القصص و الروايات قصة + رواية
" الاسم والأسطورة "
"واولوت" اسم لعين مائية ارتبط اسمها بحكاية شعبية تناقلها الأجداد والأحفاد بنوع من التنويع والتفريع الإبداعي التخيلي . ومفادها أن عجوزا اسمها واولوت كانت تسكن خيمة وسط حي على نفس أرض هذه العين قبل أن يتفجر ماؤها . تملك عنزة تقتات من لبنها ، ولــها (مجرية – مجر ) أي كلبة لها جراء . تقدم بها السن وضعف بصرها . وذات يوم وقبل غروب شمسه ، قدم إلى الحي شيخ ذو لحية بيضاء ، على وجهه وقار رجل تقي ، بيده عصا تساعده في رحلته . تقدم إلى خيمة العجوز وطلب ضيافة الله . رحبت به وأنزلته ضيفا عندها الليلة كلها . طبخت طعاما من نصيب ما تملكه من شعير، سقته بلبن العنزة ، وزينته بلحمها . أكل الشيخ حتى شبع ، وأمر المرأة بالاقتراب منه ، مرّر يده على عينيها فاستردّت بصرها في الحين . طلب منها إحضار جلد الماعز ، مسح يده عليه فأعادها للحياة كما كانت . وفعل نفس الشيء مع خيش الدقيق فامتلأ ، وأوصاها أن تخبر سكان الحي بالرحيل في الغد باكرا ، وضرب أوتاد الخيام في المكان الذي ستنقل إليه الكلبة مجرها . قضت العجوز الليلة في فرح وحيرة متسائلة عن أمر الشيخ . وفي الغد ، غادر الرجل / البركة الخيمة بعد أن وعدها خيرا إذا ما عملت بوصيته . أعلمت المرأة أهل الحي فصدقها الكثير منهم ، وراقبوا كلبتها حتى رأوها تنقل جراها واحدا واحدا بعيدا ، وتضعهم تحت سدر . لم يخامر الشك إلا القليل منـــهم ، فهرعوا إلى نقل خيامهم تباعا إلى أن خلا الربع . وفي نفس اليوم أمطرت السماء سيلا تفجر معه نبع ، وسمّوه منذ ذلك الزمان عين لآلة واولوت .
تناقلت الألسنة قصة العجوز والشيخ فقالوا أن الشيخ هو سيدي عبد القادر الجيلالي جاء من بغداد ، فلما مر بالمكان ورأى ما أصاب الناس من ضيق في العيش بفعل الجفـاف ، لم يتأخر في إكرامهم بنبع دافق فتح عليهم أبواب الرزق بامتهان الزراعة . واعترافا بصنيع الشـــــــيــخ / البركة ، بنى أهل الحي له مقاما يُزار ، سموه مقام سيدي عبد القادر الجيلالي، تنظم فيه وحوله الولائم . ومع الأيام ، اعتاد الناس زيارة المقام والعــين /البركة، يغتسل بمائها قبل شروق الشمس كل من به غبن ما ، عقرا كان أو مرضا أو عنوسة أو حاجة من حوائج الدنيا . ولا تقضى حاجة الطالب - اعتقادا - إلا إذا ذبح دجاجة ، أو رمى رغيفا أو عجينا وسط ماء العين مناديا عن شيء اسمه "مسعود" ، ويعتقد الكثير أنه سمك من نوع خــاص ، يسمع طلب الداعي فيلبي رغبته ، وهو من بركة الشيخ .
هي ذي الحكاية الشعبية التي ارتبطت بعين واولوت ، يرويها كل راو حسب قدراته ، إما بالزيادة أو النقصان لطبيعة الحكي الشفهي . وللتذكير، فإن عين واولوت عرفت في الخمسينات والستينات خصوبة قوية في الأسماك ، فكانت محـجا لكل ولوع بالصيد . ومن الأحداث التي تؤكد ذلك ما ترسخ في أذهان كثير من أبناء المنطقة ، ذلك أنه في سنة 1958-1959 ، وقبل استقلال الجزائر الشقيقة ، كان جيش التحرير الجزائري يتّخذ ضيعة بلحاج ( FERME) الواقعة على مرتفع قريب من العين ثكنة له ، ففكر في استغلال ما بها من أسماك . استعمل متفجرات في العمق ، فطفا السمك على السطح ، وأكل الناس الأسماك لعدة أيام ، وعمّ الاستياء لدى الكثير منهم بسبب هذا الفعل الذي رأوا فيه مسّا بقدسية المكــان . انتشر الخبر وسط القبائل ، فتوافد الناس لمعاينة الأمر، خاصة أن العديد منهم كان يعتقد أن ( الـمـينا ) (المتفجرات ) قتلت " مسعود " . قيل ما قيل ، ومع الأيام تناسوا الحدث ، وأصبح لا يذكر إلا نادرا .
المصدر: منتديات فراشة حواء - للبنات للنساء للفتيات بنوتات - من قسم: قصص بنات - القصص و الروايات قصة + رواية
منتدى العلم :: الفئة الأولى :: الحكايات
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى